• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   الملف الصحفي   مواد مترجمة   كتب   صوتيات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ملف تفاعلي لكل بيت مسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالقرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: أذكار الصباح والمساء
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالسنة النبوية
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    تيسير السيرة على صاحبها أزكى الصلاة وأتم السلام ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    القيادة الإدارية من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل المعتمر (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    خلق المسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    أخلاقيات الإدارة من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية الموجزة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية المتوسطة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل الحاج، ويليه: دليل الحاج المصور (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    ورد اليوم والليلة (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الجريسي: سيرة ومسيرة عبدالرحمن بن علي الجريسي ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمود بن أحمد الدوسري / مقالات
علامة باركود

أساليب "العقلانيين" في التعامل مع "السنة النبوية" (6)

أساليب العقلانيين في التعامل مع السنة النبوية (6)
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/6/2022 ميلادي - 22/11/1443 هجري

الزيارات: 9284

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أساليب "العقلانيين" في التعامل مع "السنة النبوية" (6)

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد:

ضَوابِطُ مُهِمَّةٌ ينبغي التَّنِبيه عليها:

1- ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ المدرسةَ العقليةَ مدرسةٌ كبيرةٌ ومُتَشَعِّبة؛ ونحن حين نتحدَّث عنها أو نُعارضها فيما ذهبتْ إليه من آراءٍ، أو فيما تبنَّت من أفكار؛ إنما نُحاكِمُ فِكْراً وننتقد رأيًا، ولا علاقة لنا بِشَخْصِ مَنْ نَطَقَ به أو تَبَنَّاه.

 

2- إنَّ أصحاب هذا الاتِّجاه ليسوا على نَمَطٍ واحدٍ، وليسوا على خَطٍّ واحد من حيث: المُنطَلقات والآليات والأهداف؛ فمنهم: مَنْ يتبنَّى الفِكْرَ الإسلامي ولا يرضى به بديلاً، ولكنه في خِضَمِّ سعيه إلى ذلك أخطأ في بعض الآراء والرُّؤى التي أقحم فيها العقلَ؛ ربما لِقِلَّةِ بضاعته في الحديث وعلومه، وربما رغبةً في رَدِّ مزاعِمَ وافتراءاتٍ ضِدَّ الإسلام، ومنهم: مَنْ يَغُوص في هذا الفِكر من مَنْبَتِ شَعْرِه حتى أَخْمَصِ قَدَميه، ولا نَشُكُّ في دِينه ولا في نِيَّتِه، وإنما نرد عليه ردًّا عِلْمِيًّا بعيداً عن أيِّ تَصَوُّرٍ مُسْبَقٍ، وبعيداً عن الشَّخْصَنَةِ المَقِيتة؛ فالأشخاص ينتهون وتبقى الأفكارُ؛ لذا كان التَّركيزُ على الفِكرة لا الشَّخْص.

 

3-إنَّ هؤلاء جميعاً تَجْمَعُ بينهم قَواسِمُ مُشْتَرَكة؛ مِثْلُ غُلُوِّهم في تعظيم العقل، وقولِهم بتقديمه على النَّقل عند تَوَهُّم التَّعارُضِ، ونحو ذلك.

 

ومن أهم أساليب "العقلانيين" في التعامل مع "السُّنة النبوية" ما يلي:

الأسلوب الثالث عشر: التَّشْكِيك في "الصَّحِيحَين":

شكَّك بعض العقلانيين في أحاديث الصحيحين من جهة صحة متونهما، وادَّعوا بأنه يوجد في شرح "ابن حجر" لصحيح البخاري، وشرح "النووي" لصحيح مسلم إشكالات كثيرة عليهما، وقد أُلِّف عليهما مستخرجات متعدِّدة ما يعني أن بهما أحاديث ضعيفة، فضلاً عن تسرُّب بعض الإسرائيليات إليهما، ولا ريب أنَّ التشكيك في أصح كتابين بعد كتاب الله تعالى يُعد مُقدِّمةً ومدخلاً للتشكيك في باقي كتب السنة النبوية، ومن نماذج طعنهم في الصحيحين:

1- فها هو "أبو رية" ينتقد صحيحي البخاري ومسلم، ويدَّعي أنَّ بهما أحاديث ضعيفة، انتقد العلماء كثيراً منها، فيقول: (إنهم - أي العلماء - أعلُّوا أحاديثَ كثيرة ممَّا رواه البخاري ومسلم، وكذلك نجد في شرح ابن حجر للبخاري، والنووي لمسلم استشكالات كثيرة، وأُلِّفَ عليهما مستخرجات متعدِّدة، فإذا كان البخاري ومسلم - وهما الصحيحان - كما يُسمُّونهما - يحملان كلَّ هذه العلل والانتقادات، وقيل فيهما كل هذا الكلام - دع عنك ما وراء ذلك من تَسَرُّبِ بعض الإسرائيليات إليهما، وخطأِ النقل بالمعنى، وغير ذلك في روايتهما - فترى ماذا يكون الأمر في غير البخاري ومسلم من كتب الأحاديث)[1].

 

وقال - في موضع آخر: (الأحاديث الصحيحة مفيدة لغلبة الظن الذي عليه مدار الصحة... ولا فرق في ذلك بين الشيخين البخاري ومسلم، هذا هو الصحيح، خلافاً لمن قال: "إنَّ خبر الواحد يوجب العلم"... ولا يلزم من إجماع الأمة على العمل بما في البخاري ومسلم؛ إجماعهم على القطع بأنه كلام النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولا على أنَّ ما فيهما مجزوم بصحة نسبته إلى النبي، وأنَّ تقدير ما فيهما إنما كان للذين أتوا بعدهما)[2].

 

2- وها هو "المودودي" ينتقد متون أحاديث البخاري، بقوله: (الكتاب الذي وصلت إلينا محتوياته بأسانيد صحيحة غايةً في الصحة هو صحيح البخاري؛ وذلك لأنَّ مؤلِّفه قام بتمحيص أسانيده أكثر من أي مؤلِّف آخر، وهذا الحكم عليه بالصحة بناحية الإسناد فقط، وهو صحيح من هذا الجانب قطعاً، أما نقد أحاديثه بالنظر إلى الدراية فقد أشرتُ إليه آنفاً إلى أنه لم يكن يتعلَّق بفن أهل الدراية إلى حدٍّ كبير، ولهذا لا يصح الادعاء بأن تُقْبَل جميع الأحاديث الواردة في صحيح البخاري كما هي من غير النقد والتمحيص)[3].

 

وقال - في موضع آخر: (لا يقول الرجل الشريف إنَّ مجموعة الأحاديث التي وصلت إلينا صحيحة قطعاً؛ حتى إن صحيح البخاري الذي قيل في حقه: "أصح الكتب بعد كتاب الله" ، لا يقول أحد - مع غاية علوِّه في الحديث - أنَّ مجموع ستة آلاف من الأحاديث التي فيه؛ كلها صحيحة)[4].

 

3- وطالَبَ "الغزالي" بتنقية الصحيحين، بقوله: (لو نقَّينا هذا العددَ - يعني: عدد ما في البخاري ومسلم من أحاديث - من بضعِ أحاديث قليلة، ماذا سيجري؟ سواء كان هذا في البخاري أو مسلم)[5].

 

4- ومن طعن "أحمد أمين" في صحيح البخاري، قوله: (نرى البخاري نفسه - على جليل قدره ودقيق بحثه - يُثبت أحاديث دلت الحوادث الزمنية والمشاهدة التجريبية على أنها غير صحيحة لاقتصاره على نقد الرجال)[6].

 

ولا ريب أن صحيح البخاري ومسلم أصح كتب الحديث بعد كتاب الله تعالى، ولا مطعن في صحة حديث واحد فيهما. قال النووي رحمه الله: (اتفق العلماء - رحمهم الله- على أنَّ أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم، وتلقَّتهما الأمة بالقبول، وكتاب البخاري أصحَّهما، وأكثرهما فوائد، ومعارف ظاهرة وغامضة)[7]. وقال ابن تيمية رحمه الله: (فَلَيْسَ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ كِتَابٌ أَصَحُّ مِنْ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ بَعْدَ الْقُرْآنِ)[8].

 

وانتقاد بعض العلماء لبعض أحاديث الصحيحين؛ كالدارقطني وغيره لم يكن من جهة الطعن فيها بالضعف وعدم الصحة؛ بل كان من جهة أن هذه الأحاديث لم تبلغ الدرجة العليا في الصحة التي اشترطها البخاري ومسلم[9]. قال النووي رحمه الله: (قد استدرك جماعةٌ على البخاري ومسلمٍ أحاديثَ أخلاَّ بشرطهما فيها، ونزلت عن درجة ما الْتَزَماه)[10].

 

تشابهت قلوبُهم:

إنَّ كل الأحاديث الصحيحة الثابتة التي تَوَهَّمَ أصحاب الاتجاه العقلاني الحديث مخالفتها للعقل أو للنص القرآني، ليست دعاوى حديثة وليدة الأعصر الحديثة، وإنما هي شُبَهٌ مثارةٌ من قديمٍ من أصحاب الأهواء والميول من الفرق المخالفة لأهل السنة، وكان دور العقلانيين محصوراً في إعادة إثارتها من جديد، وكأنهم أَتوا بشيء جديد.

 

وهذه الشُّبه المثارة قد تعرَّض لها علماء الإسلام؛ من أهل الفقه والحديث، ففنَّدوها وردُّوها بما يشفي الغليل ويروي الظمأ ويُطمئن القلب، وإذا تصفَّحت "فتح الباري" للإمام ابن حجر رحمه الله لَبَانَ لك كيف فَنَّدَ حُجَجَ المُدَّعين وردَّ دعاوى المُبطلين، بفقه الفقيه وعلم عالم الحديث.

 

الأسلوب الرابع عشر: الطَّعْنُ في "منهج المُحَدِّثِين":

لم يترك العقلانيون طريقاً فيه تنقُّص من أهل الحديث إلاَّ سلكوه؛ ومن ذلك طعنهم في منهج المحدِّثين فتارة يتَّهمونهم بأنهم بالغوا بالاهتمام بالسند على حساب المتن، وأخرى يزعمون أنهم لا يفقهون المرويات التي يحفظونها، ويدَّعون أنَّ المحدِّثين متناقضون في مسألة الجرح والتعديل والحكم على الأحاديث، وفيما يلي بسط لهذه الادعاءات[11]:

1- اتهام المحدِّثين بالاهتمام بالإسناد دون المتن:

زعم العقلانيون أن علماء الحديث كان جُلُّ اهتمامهم بالإسناد، ما أدَّى إلى إهمال المتن ونقده، ولو أنهم اهتموا بالمتون كاهتمامهم بالأسانيد لأدى ذلك إلى التخلُّص من كثير من الأحاديث التي ثبتت صحة أسانيدها، وممَّن صرَّح بذلك:

"أحمد أمين" - الذي لم يكن أميناً في حُكمه ونقله - حيث قال: (وفي الحق أنَّ المحدِّثين عنوا عنايةً بالنقد الخارجي، ولم يعنوا هذا العناية بالنقد الداخلي؛ فقد بلغوا الغاية في نقد الحديث من ناحية رواته جرحاً وتعديلاً... ولكنهم لم يتوسَّعوا كثيراً في النقد الداخلي، فلم يعرضوا لمتن الحديث هل ينطبق على الواقع أو لا؟ مثال ذلك: ما رواه الترمذي عن أبي هريرة؛ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ)[12]. فهل اتَّجهوا في نقد الحديث إلى امتحان الكمأة؟ وهل فيها مادة تشفي العين؟ أو العجوة وهل فيها ترياق؟ نعم إنهم رووا أنَّ أبا هريرة قال: (أَخَذْتُ ثَلاَثَةَ أَكْمُؤٍ، أَوْ خَمْسًا، أَوْ سَبْعًا، فَعَصَرْتُهُنَّ، فَجَعَلْتُ مَاءَهُنَّ فِي قَارُورَةٍ، فَكَحَلْتُ بِهِ جَارِيَةً لِي، فَبَرَأَتْ)[13]. ولكن هذا لا يكفي لصحة الحكم، فتجربة جزئية نَفَعَ فيها شيء مرةً لا تكفي منطقيًّا لإثبات الشيء في ثبت الأدوية، إنما الطريقة أنْ تُجرَّب مراراً، وخيرٌ من ذلك أنْ تُحلَّل لتعرف عناصرها، فإذا لم يكن التحليل في ذلك العصر ممكناً فلتكن التجربة مع الاستقراء. فكان مثل هذا طريقاً لمعرفة صحة الحديث أو وضعه)[14].


والمرء يعجب كلَّ العجب من مِثل هذه التُّرَّهات، فبيئة بدوية قاحلة، وحياة بدوية بسيطة، خالية من التجارب العلمية والعملية، كيف يُطالب "أحمد أمين" رواة الحديث بإجراء استقراء ومشاهدات ومعاينات كي يصِلوا إلى صحة الحديث؟!


ثم، مَنْ أَدْرَاك أنَّ هذا النَّبْت لم يكن معروفاً عند العرب حتى قبل أن يُحدِّث به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنه عِلاج للعين؟!


وهل الحديثُ يدل على أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أَوَّلُ مَنْ أخبر بذلك ؟! وأنه سَبْقٌ عِلمي لم يُسبق إليه؟! وقد يحتمل: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ينقل معرفةً أَلَمَّ بها عن أطباء العرب؛ فما الغضاضة في ذلك؟ ومن المعلوم أنَّ العرب كانوا يعتمدون في علاجاتهم على الأعشاب، فإذا قلنا: إنَّ العرب استخدموا العشب الفلاني في علاج مرضٍ معيَّن، فهل يحق لك الآن أنْ تُخطِّئهم وأنْ تتَّهِمَهم بالجهل؟! بالقطع: لا؛ لأنهم حقًّا استخدموه، وتداووا به.


ورغم هذا، نحن نعتقد اعتقاداً جازماً بصحة الحديث ونفعه وبركته المستقاة من كونه وحياً يوحى، لكننا في الوقت ذاته نرد على هذا الجاهل جهلاً مُرَكَّباً؛ إذ لو سأل أهلَ الاختصاص في "الإعجاز العلمي" لأجابوه، لكنه أغلق نافذة العلم دونه، فلم يعجبه السند، ولم يعجبه المتن، ولن يعجبه الشرح العلمي التجريبي للحديث؛ لأن أحد علماء الإعجاز العلمي - وهو "أ. د. زغلول النجار" حفظه الله - يُوضِّح لنا ما في هذا الحديث من إعجازٍ علمي، بقوله: (الكمأة مصدر مهم للبروتينات بين نباتات الصحراء، وتتكوَّن درناتها من 77% ماءً، 23% مواد مختلفة، منها: 60% هيدرات الكربون، 7% دهوناً، 4% مواد بروتينية، 11% تبقى على هيئة رماد بعد الحرق، وقد تم التعرُّف على سبعة عشر حِمضاً من الأحماض الأمينية في بروتينات الكمأة.


وفي وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم للكمأة بأنها من المن تعبير عن أنها تنبت بفضلٍ من الله ومنِّه؛ لأنها لا تُزرع ولا تُستزرع، فهي منَّة من الله تعالى لا تحتاج إلى مئونةِ بذرٍ أو سقي، ولا تحتاج إلى تعب أو نصب من الإنسان إلاَّ في جمعها، ومن هنا كان وصفها بالمن...


وقد قام أحد أطباء العيون المصريين "د. المعتز المرزوقي" بمحاولة تحقيق هذا الحديث الشريف علميًّا فوَصَل إلى عدد من النتائج المهمة التي منها: أنَّ ماء الكمأة يمنع حدوث التَّليُّف في حالات أمراض العيون المعروفة باسم "الحثر" أو "التراكوما" وذلك عن طريق التدخل للحد من تكوين الخلايا المكوِّنة للألياف في مكان الإصابة، فقد أثبتت تجاربُه أنَّ استعمال ماء الكمأة في علاج حالات الرمد الحبيبي أو التراكوما "وهو التهاب مُزمِن مُعْدٍ، يُقاسي منه معظم سكان العالَم العربي وحوض البحر الأبيض المتوسط وغيرهم من سكان العالَم" قد أدَّى إلى نقص شديد في تكوُّن الخلايا الليمفاوية الناتجة عن هذا الالتهاب، التي تُسبِّب العتامة القرنية والتي بمضاعفتها يمكن أن يؤدي إلى فقدان البصر بالكامل، فقد أثبت أنَّ الرمد الحبيبي بمضاعفاته المختلفة مسؤول مسؤولية كاملة عن أكثر من ربع حالات فقد البصر في مناطق انتشار المرض. وفي أحيان كثيرة يُصاحَب الرمد الحبيبي بالرمد الربيعي، فيتضاعف التَّليُّف في مكان الإصابة، وقد أثبتت التجارب التي أجراها "د. المعتز المرزوقي" أنَّ ماء الكمأة يُقلِّل من حدوث هذا التَّليُّف من قَرَنية العين بدرجة ملحوظة؛ وذلك بوقف نمو الخلايا المُكوِّنة للألياف، وبمعادلة التأثير الكيميائي لسموم التراكوما، وبمنع النمو غير الطبيعي للخلايا الطلائية للملتحمة في العين؛ لأنَّ معظم مضاعفات الرمد الحبيبي تنتج عن تليُّف قَرَنية العين، وماء الكمأة يشفيه)[15].


وقد زعم "أحمد أمين" أنَّ التجارب المتتالية أو التحاليل الطبية هي التي تُثبِت صحة الحديث أو ضعفه، فمن أين جاء بهذه القاعدة الذهبية التي يُريد أنْ يُضِيفها لعلم مصطلح الحديث، ولو حُكِّمت مثل هذه القواعد في الأحاديث؛ لعمَّت الفوضى سُنَّة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، حيث تصبح الأحاديث عُرضة لآراء الناس وتجاربهم.


ومن الغريب أنَّ "أحمد أمين" لم يأت بدليل أو تجربة تُثبت عدم صحة الحديث، وما قاده لذلك إلاَّ الجرأة والتعدي على حرمات النصوص الشرعية بلا دليل أو حجة قائمة.


2- الزعم بأن علماء الحديث لا يفقهون المرويات:

وفي ذلك يقول "محمد الغزالي" : (كان الفقهاء على امتداد تاريخنا العلمي هم القادة المُوثِّقين للأمة، الذين أسلمت لهم زمامها عن رضًا وطمأنينة، وقنع أهلُ الحديث بتقديم ما يتناقلون من آثار؛ كما تُقَدَّم مواد البناء للمهندس الذي يبني الدار، ويرفع الشرفات)[16].


وقال أيضاً: (ضِقت ذرعاً بأناسٍ قليلي الفقه في القرآن كثيري النظر في الأحاديث، يُصدِرون الأحكام، ويرسلون الفتاوى، فيزيدون الأمة بلبلة وحيرة)[17].


ومن تعريضه بأهل الحديث، قوله: (إنَّ أهل الفقه هم الذين يتحدَّثون في الإسلام، ويشرحون المرويات التي حفلت بها الكتب ووقع عليها الدهماء؛ كما يقع الذباب على العسل. وقد كان أهل الفقه قديماً هم المتحدِّثين في الإسلام، وأعرَف الناس بتراث النبوة)[18].

 

ودلَّل على ذلك بقوله: (إنَّ القاصرين من أهل الحديث يقعون على الأثر لا يعرفون حقيقته ولا أبعاده، ثم يشغبون به على الدِّين كله دون وعي.

 

خذ مثلاً ما يقطع الصلاة، فقد تشبَّثوا بحديث يقول: "إنَّ الصلاة تقطعها المرأة، والحمار، والكلب الأسود"[19].

 

وجمهرة الفقهاء رفضتْ هذا الحديث، واستدلَّت بأحاديث تفيد أنَّ الصلاة لا يقطعها شيء[20]، وأنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام كان يصلي وزوجته عائشة مضطجعة أمامه[21]، كما أنَّ ابن عباسٍ مرَّ بحمارٍ كان يركبه أمام جماعةٍ تُصلِّي، فلم تفسد لها صلاة[22]، والكلاب أبيضها وأسودها سواء[23]!

 

عندما كتبتُ في أحد مؤلَّفاتنا أنه لا سنة بلا فقه؛ كنا نريد أنْ نمنع أناساً يشترون أحد كتب الحديث، ثم يُطالعون أثراً لا يدرون ما قبله ولا بعده، ثم يُحْدِثون فوضى قد تُراق فيها الدماء)[24].

 

والزعم بأنَّ علماء الحديث لا يفقهون المرويات زعم باطل؛ بل عُنوا بفقه الأحاديث وفهمها، عنايتهم بروايتها، فلم يكونوا زوامِلَ للأخبار وحملةً للأسفار كما يدَّعيه العقلانيون.

 

ومَن الذي يجرأ على القول إنَّ الأئمةَ؛ مالكاً والشافعي وأحمد والزهري وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة والأوزاعي وحماد بن زيد وعبد الرحمن بن مهدي وعبد الله بن المبارك ويحيى بن سعيد القطان ويحيى بن معين وأصحاب الكتب الستة وأمثالهم من المُحدِّثين ليسوا بفقهاء، وإنما كانوا حملةَ أسفار، فإنْ لم يكن هؤلاء هم أئمة الفقه وجهابذته؛ فَمَنْ يكون غيرهم؟[25]


وعموم كلام "الغزالي" يُفهم منه بأنَّ طلب الحديث يُبعد الإنسان عن الفقه في الدِّين، ويمنعه من تدبُّر القرآن، ويُبلِّد فهمه؛ حتى يُوصَف مَنْ طلَبَه واشتغل به بقلة الفقه؟ بل إنَّ علم الحديث لا يرغب فيه إلاَّ فحول الرجال، ونوابغ العلماء وأذكياؤهم[26].

 

ومَنْ تأمَّل في كتب السُّنة، ونَظَر في ترتيب الأحاديث وتبويبها؛ يَلْحَظُ العبقرية الإسلامية في أسمى معانيها، ويلحظ فِقْهَ أصحاب السُّنن، ومجيئهم بالأحاديث المُوافِقة للباب؛ فهل يستطيع هذا إلاَّ فقيهٌ؛ بل عالِمٌ بالفقه؟!

 

ويبدو أنَّ "الغزالي" لم يستطع أنْ يُفرِّق أو يُميِّز بين صِنفين:

الصنف الأول: وهم العلماء؛ علماء الحديث الأفذاذ.

 

الصنف الثاني: وهم طلبة العلم الصِّغار في مُقتبل طلبهم للعلم، وأنصاف المثقَّفين، وما يصدر من بعضهم من تصرُّفات وتعدِّيات لا تليق، إذْ تأخذهم النَّشوة ويدَّعون المعرفة، وهو صنف تجده في كلِّ فروع العلم والمعرفة، وليس مقتصراً على أهل الحديث، فأنْصَاف المُتعلِّمين، وأنْصَاف المُثقَّفين لا يُسيؤون إلى العلم، ولكنهم يُسيؤون إلى أنفسهم.

 

وقد عمَّم "الغزالي" وركَّز على أهل الحديث فقط؛ رغبةً منه في تأكيد وِجهة نظرِه. وهو أمرٌ لا يُتَابَعُ عليه، ولا يُقبل منه.

 

وهل يُظَن بابن حجرٍ والنووي والبغوي ونحوهم من شراح السُّنة الكبار، ومن علماء الحديث المُبَرَّزين؛ بل هم من أكابر فقهاء الإسلام، هل يُظَنُّ بهم فقر بضاعتهم في الفقه - على زعم "الغزالي"؟!

 

كما يبدو أنَّ "الغزالي" كان يُوَجِّه كلامَه إلى مدرسةٍ بعينها، وكان يقف منها مَوْقِفاً معادياً؛ وهي المدرسة السلفية، ومن أبرز المجدِّدين فيها؛ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله؛ فكَثُرَ أتباعُها، وانتشروا في كلِّ بقاع الأرض؛ فاتَّهمهم "الغزالي" بِقلِّة بضاعتهم في الفقه، وهذا أمرٌ لا دليل عليه، بل العكس هو الصحيح، ونتاجهم واضح للعيان، لا يُنكره إلاَّ مَنْ يُريد ألاَّ يرى ضوءَ الشمس في وَضَح النهار.

 

3- ادِّعاء تناقض المُحدِّثين في "الجرح والتعديل" والحكم على الأحاديث:

اعتبر العقلانيون أنَّ اختلاف علماء الحديث في توثيق الرجل وتضعيفه مطعن في منهجهم، ويلزم من ذلك أنهم يوثِّقون مَنْ لا يستحق التوثيق، ويُضعِّفون مَنْ لا يستحق التضعيف، وينتج عنه تصحيح أحاديث لم تبلغ درجة الصحة.

 

قال "أحمد أمين": (إنَّ أحكام الناس على الرجال تختلف كل الاختلاف، فبعضٌ يُوَثِّق رجلاً وآخر يُكذِّبه، البواعث النفسية على ذلك لا حصر لها، ثم كان المُحدِّثون أنفسهم يختلفون في قواعد التجريح والتعديل، فبعضهم يرفض حديث المبتدع مطلقاً؛ كالخارجي والمعتزلي، وبعضهم يقبل روايته في الأحاديث التي لا تتَّصل ببدعته، وبعضهم يقول: إنْ كان داعياً لها لا تُقبل روايته، وإن كان غير داعٍ قُبِلت... إلى غير ذلك من أسبابٍ يطول شرحها، ومن أجل هذا اختلفوا اختلافاً كبيراً في الحكم على الأشخاص، وتَبِعَ ذلك اختلافهم في صحة روايته والأخذ عنه)[27].

 

وقال "المودودي": (ربما أنَّ هذا الشيءَ - يعني: الحُكمَ على الأحاديث - ذوقيٌّ محض، ولم يندرج تحت أيِّ ضابط؛ لأجل هذا ما زالت فيه فسحة للاختلاف ولا تزال)[28].

 

وقال: (لا يمكن أنْ يُعتبر علم الإسناد، وعلم الجرح والتعديل صحيحاً بالكلية، وبالضرورة يُعتمد على مواد هذا العلم إلى أنْ يُستمدَّ به ويُراعى في تحقيقه السنة النبوية وآثار الصحابة، ولكن لا يَجدر أنْ يُعتمد عليه بالكلية)[29].

 

إنَّ ما تقدَّم مُجرَّد ادِّعاء باطل ليس عليه دليل، وإنَّ ما وضعه علماء الحديث من قواعد وأصول ثابتة لتوثيق الرواة وتضعيفهم؛ ينفي ما زعمه هؤلاء المُحْدَثون، فهؤلاء العلماء الأجلاء لم ينطلقوا - في تجريح الرواة وتعديلهم - من هوىً، أو حسب أمزجتهم، وإنما كانوا يفعلون ذلك حِسبةً لله تعالى وديناً يدينون اللهَ به؛ ولذلك كثر قولهم: (إنَّ هذا العلمَ دينٌ؛ فانظروا عمَّنْ تأخذون دينَكم)[30].

 

وعلم الجرح والتعديل علم عظيم وُضِعَتْ له قواعد وأُسِّسَتْ له الأُسس، وبُذِلت فيه جهود، وتعِبَتْ فيه أجسام، وسهرت فيه أعين؛ حتى بلغ إلى قمة الحُسن ومنتهى الجودة، وجُعِل مقياساً دقيقاً ضُبِطَتْ به أحوال الرواة من جهة التوثيق والتضعيف، وهو علم لا نظير له عند جميع الأمم.

 

شروط توثيق الرواة:

قال ابن الصلاح رحمه الله - في بيان الراوي الذي يُقبل حديثه: (أَجْمَعَ جَمَاهِيرُ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ عَلَى: أَنَّهُ يُشْتَرَطُ فِيمَنْ يُحْتَجُّ بِرِوَايَتِهِ أَنْ يَكُونَ عَدْلاً، ضَابِطًا لِمَا يَرْوِيهِ، وَتَفْصِيلُهُ: أَنْ يَكُونَ مُسْلِمًا، بَالِغًا، عَاقِلاً، سَالِمًا مِنْ أَسْبَابِ الْفِسْقِ وَخَوَارِمِ الْمُرُوءَةِ، مُتَيَقِّظًا غَيْرَ مُغَفَّلٍ، حَافِظًا؛ إِنْ حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ، ضَابِطًا لِكِتَابِهِ؛ إِنْ حَدَّثَ مِنْ كِتَابِهِ. وَإِنْ كَانَ يُحَدِّثُ بِالْمَعْنَى اشْتُرِطَ فِيهِ مَعَ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ عَالِمًا بِمَا يُحِيلُ الْمَعَانِي)[31].

 

ضوابط توثيق الرواة: من أهم ضوابط توثيق الرواة؛ جَرحاً وتعديلاً ما يلي[32]:

1-أنَّ الراوي الثقة هو الذي تثبت عدالتُه بالاستفاضة، أو باشتهاره بين أهل العلم بالثناء والخير، أو بتعديل عالِمٍ أو أكثر، وثَبَتَ ضبطُه بموافقة روايته للثقات المُتْقِنين في الغالب.

 

2-لا يُقبل الجرح في الراوي إلاَّ إذا بُيِّنَ سببُه؛ لأنه يحصل بأمر واحد، ولا مشقَّة في ذِكره، إضافةً إلى اختلاف الناس في أسبابه.

 

3-إذا تعارض جرح وتعديل في راوٍ معيَّن؛ قُدِّم الجرح، ولو زاد عدد المُعدِّلين، وهو قول الجمهور؛ لأنَّ مع الجارح زيادةَ علمٍ خَفِيتْ عن المُعَدِّل، فالمُعدِّل يُخبر عن ظاهر حال الراوي، والمُجرِّح يُخبر عن أمرٍ باطن.



[1] أضواء على السنة المحمدية، (ص 290-291).

[2] المصدر نفسه، (ص 351).

[3] موقف الجماعة الإسلامية من الحديث النبوي، محمد إسماعيل السلفي (ص 15).

[4] المصدر نفسه، (ص 37).

[5] جريدة المسلمون، (عدد 276)، (السنة السادسة)، (23-29 شوال 1410 هـ - 24 مايو 1990 م)، (ص 11).

[6] فجر الإسلام، (ص 218).

[7] شرح النووي على صحيح مسلم، (1/ 14).

[8] مجموع الفتاوى، (18/ 74).

[9] انظر: مقدمة ابن الصلاح مع التقييد والإيضاح، (ص 42).

[10] شرح النووي على صحيح مسلم، (1/ 27).

[11] انظر: موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية، (2/ 402).

[12] رواه الترمذي، (2/ 533)، (ح 2210) وقال: (حديث حسن). وصححه الألباني في (صحيح  سنن الترمذي)، (2/ 409)، (ح 2068).

[13] رواه الترمذي، (2/ 533)، (ح 2211). وقال الألباني في (ضعيف سنن الترمذي)، (ص  220)، (رقم 2069): (ضعيف الإسناد مع وقفه).

[14] ضحى الإسلام، (2/ 130-131).

[15] الإعجاز العلمي في السنة النبوية، أ. د. زغلول النجار (ص 321-322).

[16] السنة النبوية، (ص 24).

[17] المصدر نفسه، (ص 22).

[18] المصدر نفسه، (ص 111).

[19] رواه مسلم، (1/ 206)، (ح 1165). ولفظه: عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي؛ فَإِنَّهُ يَسْتُرُهُ إِذَا كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ؛ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ صَلاَتَهُ الْحِمَارُ، وَالْمَرْأَةُ، وَالْكَلْبُ الأَسْوَدُ). قُلْتُ: [القائل: عبد الله بن الصامت] يَا أَبَا ذَرٍّ! مَا بَالُ الْكَلْبِ الأَسْوَدِ مِنَ الْكَلْبِ الأَحْمَرِ مِنَ الْكَلْبِ الأَصْفَرِ؟ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا سَأَلْتَنِي؛ فَقَالَ: (الْكَلْبُ الأَسْوَدُ شَيْطَانٌ). وذهب إلى القول بمقتضى هذا الحديث جماعة من الصحابة والتابعين والأئمة، منهم: أبو هريرة، وأنس، وابن عباس في رواية عنه، وعائشة - ولكنها استثنت المرأة، وعطاء، والحسن، وأحمد، والظاهرية، واختاره ابن تيمية، وابن القيم، والشوكاني، وغيرهم. انظر: نيل الأوطار، (3/ 12-13).

[20] حديث: (لاَ يَقْطَعُ الصَّلاَةَ شَيْءٌ) حديث ضعيف، لا ينهض للاستدلال به، رواه أبو داود،(1/ 123)، (ح 719). وضعَّفه الألباني في (ضعيف سنن أبي داود)، (ص 59)، (ح 719).

[21] رواه البخاري، (1/ 102)، (ح 507). ولفظه: عَنْ عَائِشَةَرضي الله عنها قَالَتْ: أَعَدَلْتُمُونَا بِالكَلْبِ وَالحِمَارِ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي مُضْطَجِعَةً عَلَى السَّرِيرِ، فَيَجِيءُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَيَتَوَسَّطُ السَّرِيرَ فَيُصَلِّي، فَأَكْرَهُ أَنْ أُسَنِّحَهُ فَأَنْسَلُّ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيِ السَّرِيرِ حَتَّى أَنْسَلَّ مِنْ لِحَافِي. أجاب العلماء عن حديث عائشة بعدِّة أجوبة، منها: أنَّ حديث عائشة جاء واقعة حالٍ يتطرَّق إليها الاحتمال، بخلاف حديث أبي ذرٍّ، فإنه مسوق مساق التشريع العام. ومنها: أنَّ المرأة يقطع مرورُها دون لُبثِها؛ لأنَّ المرور بين يدي المصلِّي حرام، بخلاف الاستقرار. انظر: فتح الباري، (1/ 590).

[22] رواه البخاري، (1/ 348)، (ح 1888). ولفظه: عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَقْبَلْتُ وَقَدْ نَاهَزْتُ الحُلُمَ، أَسِيرُ عَلَى أَتَانٍ لِي، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يُصَلِّي بِمِنًى، حَتَّى سِرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ نَزَلْتُ عَنْهَا فَرَتَعَتْ، فَصَفَفْتُ مَعَ النَّاسِ وَرَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وفيه دلالة على أنَّ سترة الإمام سترة لِمَنْ خلفه، حيث إنَّ ابن عباسٍ رضي الله عنهما مرَّ بين يدي المأمومين، ولم يمر بين الإمام وسترته. وقد عَنْوَنَ له الإمام البخاري بقوله: باب: سُتْرَةُ الإِمَامِ سُتْرَةُ مَنْ خَلْفَهُ. انظر: صحيح البخاري، (1/ 347)؛ فتح الباري، (1/ 572).

[23] هذا القول مخالف للثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد استشكل ذلك أبو ذرٍّ رضي الله عنه؛ فأجابه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأنَّ الكلب الأسود شيطان، فرضي أبو ذرٍّ رضي الله عنه بما أُجيب به، ثم أجاب مَنْ سأله عن ذلك، ألا يرضى بذلك "الغزالي" وقد رضي به مَنْ هو خير منه؟ انظر: موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية، (2/ 423).

[24] السنة النبوية، (ص 128-129).

[25] انظر: دفاع عن السنة ورد شبهة المستشرقين والكُتَّاب المعاصرين، (ص 34-35).

[26] انظر: موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية، (2/ 423).

[27] ضحى الإسلام، (2/ 117-118).

[28] موقف الجماعة الإسلامية من الحديث النبوي، (ص 62).

[29] المصدر نفسه، (ص 63).

[30] صحيح مسلم، المقدمة (1/ 14)؛ المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين، (ص 21-23).

[31] مقدمة ابن الصلاح، (ص 104-105).

[32] انظر: مقدمة ابن الصلاح، (ص 50-52)؛ اختصار علوم الحديث مع الباعث، (ص 88-91)؛ تدريب الراوي (1/ 309).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أساليب "العقلانيين" في التعامل مع "السنة النبوية" (1)
  • أساليب "العقلانيين" في التعامل مع "السنة النبوية" (2)
  • أساليب "العقلانيين" في التعامل مع "السنة النبوية" (3)
  • أساليب "العقلانيين" في التعامل مع "السنة النبوية" (4)
  • أساليب "العقلانيين" في التعامل مع "السنة النبوية" (5)

مختارات من الشبكة

  • أساليب إنشائية في الحديث الشريف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أثر القدوة وأهميتها في الدعوة إلى الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفعيل أساليب الإشراف التربوي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أساليب خاطئة في التعامل مع الأطفال(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أساليب في التعامل التجاري تتنافى مع الشرع الحنيف(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مفهوم أساليب المعاملة الوالدية في التعامل مع الطفل الموهوب(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أساليب "الحداثيين" في الطعن في "السنة النبوية" (7)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • أساليب "الحداثيين" في الطعن في "السنة النبوية" (6)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • أساليب "الحداثيين" في الطعن في "السنة النبوية" (5)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • أساليب "الحداثيين" في الطعن في "السنة النبوية" (4)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب